وحشتيني عضو مميز
الجنس : الأبراج : الأبراج الصينية : تاريخ الميلاد : 17/02/1985 العمر : 39 تاريخ التسجيل : 02/05/2008 عدد المشاركات : 114 تقييم الأعضاء لك : 0 مدى نشاطك في المنتدى : 30240 عارضة الطاقة ( مدى نشاطك ) : وظيفة العضو : الهواية : إحترامك لقوانين المنتدى : الدعاء : SMS : الوسام الأول : الوسام الثاني : الوسام الثالث :
| موضوع: هل بدأت الطبقة الوسطى في مجتمعنا بالتآكل.. 10/5/2008, 6:54 pm | |
| في البداية أحب أن أوضح بأنني لست متخصصاً في علم الاجتماع ولن أتطرق للموضوع من الزاوية العلمية النظرية أو أناقشه من وجهة النظر الأكاديمية كما أني لن أطيل وأكثر من لغطي فيكثر سقطي ، ولكني أعلم كما يعلم غيري بأن المجتمع ينقسم إلى ثلاث طبقات اجتماعية رئيسية تحافظ على توازنه وعلى التناغم المطلوب الذي يؤدي بإذن الله إلى الأمن والاستقرار والرفاهية لكافة الفئات بنسب متفاوتة. وهذه الطبقات هي : العليا والوسطى والدنيا . كما أن كل طبقة تنقسم إلى مستويات مختلفة يتوزع الناس على أساسها بناءاً على عوامل كثيرة لعل من أهمها العامل المادي الاقتصادي والاجتماعي .
هذا الموضوع للحديث عن الطبقة الوسطى وسوف أورد تعريف بسيط لهذه الطبقة للدكتور / فايزالشهري في أحد مقالات في العربية نت ، حيث عرف الطبقة الوسطى بأنها " ... تلك الشريحة من المحترفين الذين لا يشغلون مواقع القمة والقرار ولكنها الشريحة الأهم دورا وتتسم بدرجة ما من الاستقرار الاقتصادي والمكانة الاجتماعية التي تضعها في موقع متوسط في السلم المجتمعي تبعا لدورها المؤثر في إحداث التوازن الاجتماعي بين الطبقة الأولى الغنية (المتنفذة) والطبقة (السفلى) الفقيرة. ومن سمات هذه الشريحة أن العائلة تأتي في مقدّمة بنائها وهي أيضا شريحة تنتج معظم الثقافة وتستهلكها، علاوة على أنها الشريحة الفاعلة حيث تمكنها ظروفها المستقرة من التعليم والسفر والتمتع بشراء التقنية الحديثة والسيارات والمنازل وبعث الحيوية في الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية".
وتتباين الفجوة بين هذه الطبقات من مجتمع إلى آخر ، ولكن الوضع الطبيعي في المجتمعات المستقرة أن تكون الفجوة بين هذه الطبقات صغيرة كشرط أساسي لما ذكرته أعلاه من أمن واستقرار ورفاهية لأفراد المجتمع كل في مستواه وطبقته الاجتماعية . فلو أخذنا الولايات المتحدة الأمريكية كمثال لوجدنا أن هنالك من هم أغنى أغنياء العالم مثل بيل قيتس وفورد وغيرهم ، كما يوجد فيها أيضاً من لا يستطيعون شراء وجبة بأقل من دولار وقد رأيناهم في الطرقات في الداون تاونز (Down Towns) في المدن الكبرى مثل نيويورك ولوس أنجلس وسان فرانسيسكو . ولكن لا يعتبر هؤلاء ولا هؤلاء الكثرة في هذا المجتمع ، فالكثرة تكمن في طبقة وسطى واسعة الانتشار بكافة شرائحها الداخلية تشكل غالبية المجتمع الأمريكي تساهم وبشكل فعال في الاستقرار والأمن وخلق نوع من التوازن بين طبقات المجتمع .
ولو نظرنا إلى المجتمع السعودي لوجدنا أن هنالك الكثير من النذر التي تلوح في الأفق ، فقد استمتعنا بهذا الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والأمني بفضل من الله أولاً ثم باتساع نطاق الطبقة الوسطى في المجتمع وقدرتها على تحقيق التوازن المطلوب. ولكن ما حصل لنا مؤخراً من تغيرات وتحولات في طبيعة نشاطات الأفراد من مختلف الطبقات الاجتماعية ، جعل المجتمع بكامل طبقاته ومستوياته يدور في دوامة خطيرة تنذر بأمور لا يمكن لأحد أن يتصورها أو أن يتنبأ بها وذلك عندما بدأ الأفراد المصنفين على أنهم من الطبقات الوسطى وحتى الدنيا يحلمون بالثراء السريع من خلال دخولهم في مغامرات غير محسوبة في سوق الأسهم تضرر منها الكثير وعانوا من خسائر كبيرة أدت إلى فقدان مدخرات معظمهم ، كما أتت على القروض البنكية التي اقترضوها ، فأصبحوا بالإضافة إلى فقدان ما يملكون مدينين للبنوك ولفترات طويلة .
كل ذلك في نظري أدى إلى تخلخل كبير في طبقات المجتمع السعودي المستقر وبدأت بوادر تآكل الطبقة الوسطى شيئاً فشيئاً حيث أصبح من الملاحظ انحدار المستوى الاجتماعي لدى كثيرين إلى قعر الطبقة الوسطى وإن لم ينتقلوا إلى الطبقة الدنيا بالكامل ، ولكن الإحباط والمشكلات الاجتماعية والصحية التي نتجت عن هذه "الطفرة" المؤقتة قد يؤدي بهم إلى المزيد من الانحدار .
ومن هنا تبدأ الفجوة بين طبقات المجتمع في الاتساع ، ونعلم جميعاً ما يصاحبها من مخاطر اجتماعية وسياسية وأخلاقية وخصوصاً ما يصاحب ذلك من انفتاح إعلامي موجه ، وهذا ينذر بالعديد من المخاطر الاجتماعية والسياسية على المدى القريب والمدى البعيد على حد سواء .
ويمكن مناقشة هذه المخاطر التي قد تنشأ جراء تآكل هذه الطبقة واضمحلالها لا قدر الله :$$$:
| |
|