نقل الدم لا يسبب الإصابة بالأورام السرطانية

نقل الدم لا يسبب الإصابة بالأورام السرطانية

يعتمد الكثير من المرضى على عمليات نقل الدم، كإجراء وقائي لتعويض نسبة الدم التي فًُقدت خاصة أثناء الحوادث والحروب، لكن هذه العملية لا تسلم من المخاطر خاصة بالنسبة للمتبرع، فقد تكون سبباً رئيسياً لانتقال أمراض خطيرة كالالتهاب الكبد الوبائي، والإيدز، وغيرها من الأمراض الفيروسية.

ويختفى هذا الخطر إذا تمت عملية نقل الدم بصورة آمنة وبواسطة طبيب مختص، ويشترط أيضا خلو المتبرع من أي أمراض فيروسية خطيرة تنتقل عبر الدم كأمراض الكبد وفيروس نقص المناعة الإيدز.

أما عن مسألة انتقال السرطان من المتبرع إلى المتلقى عبر الدم، فقد أكدت نتائج بحث دولي أن الأشخاص الذين نقل إليهم دم من متبرعين مصابين بسرطان لم يكن قد شُخص وقت التبرع، لا يزيد خطر إصابتهم بأورام خبيثة.

وجاءت هذه النتائج بناء على تحليل بيانات بنوك دم سويدية ودنمركية دونت عن الفترة من عام 1968 إلى عام 2002.
واعتبر المتبرعون للدم الذين شخصت إصابتهم بالسرطان في غضون 5 سنوات من التبرع أنهم كانوا في الطور الأولى أو المرحلة البسيطة من الإصابة بالمرض الخبيث وقت التبرع.

وشمل هذا التحليل إجمالي 354094 من المتلقين للدم، ومن بين هذا العدد يعتقد أن هناك 12012 تلقوا دماء من متبرعين مصابين بسرطان لم يكن قد شخص بعد.

وأشار البحث إلى عدم وجود دليل على أن هناك زيادة في احتمالات إصابة متلقين للدم من متبرعين مصابين بسرطان لم يشخص وقت التبرع سواء بكثير أو قليل بالسرطان مقارنة بمتلقين لدم من متبرعين غير مصابين بسرطان.

الأمراض المحمولة بالدم

بعد الحرب العالمية الثانية، أدرك الأطباء خطورة الامراض التي يسببها نقل الدم، فخلال الحرب الكورية مثلا، اصيب حوالي 22 في المئة ممَّن نُقل اليهم الدم بالتهاب الكبد، وحوالي ثلاثة اضعاف النسبة خلال الحرب العالمية الثانية.

وبحلول سبعينات القرن الماضي قدرت مراكز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة أكدت أن عدد الوفيات من التهاب الكبد الناتج عن نقل الدم بلغ 3.500 في السنة، واعتبر آخرون أن العدد اكبر بعشرة اضعاف.

لكن بفضل التحسن في عمليات النقل واختيار المتبرعين بعناية شديدة انخفض عدد حالات التلوُّث ب?يروس التهاب الكبد B، إلاّ ان فيروس التهاب الكبد C أصاب بعد ذلك اشخاصا كثيرين، حيث ويقدَّر ان أربعة ملايين اميركي اصيبوا بالفيروس، ومئات الآلاف منهم عن طريق نقل الدم.

وأكد الأطباء أن الفحص الدقيق خفض اخيرا تفشي التهاب الكبد ، لكن رغم ذلك، هنالك خوف من ظهور اخطار جديدة لن تُدرك إلا بعد فوات الاوان.

وفي ثمانينات القرن الماضي اكتشف الأطباء أن الدم يمكن ان يكون ملوَّثا بالـ ، وهو الفيروس الذي يؤدي الى الأيدز، وأكدوا أن عمليات نقل الدم مسئولة عن 10 في المئة من حالات الإصابة بفيروس الإيدز في افريقيا، وعن 40 في المئة من حالات الإيدز في باكيف الحالتان.

وبسبب تحسُّن عمليات نقل الدم أصبح انتقال فيروس الإيدز عن طريق نقل الدم نادرا في البلدان المتطورة، لكنه لا يزال مشكلة في البلدان النامية التي تفتقر الى عمليات النقل الآمن.

أخطار أخرى

من جهة أخرى، أفاد باحثون بأن عمليات نقل الدم قد تتسبب باضرار تزيد على منافعها لأن الدم الذى يتم تخزينه يبدأ بفقدان عنصر أساسى فى الدقائق التى تلى سحبه.

وأشار باحثون من المركز الطبى فى جامعة ديوك الأمريكية، إلى أن أوكيف الحاليد النتروجين يسهل نقل الأكيف الحاليجين من الكريات الحمراء فى الدم إلى الأنسجة، لكن هذا الغاز يستنفد خلال الساعات الثلاث التى تعقب سحب الدم.

من جانبه، أوضح جوناثان ستاملر أستاذ طب القلب والرئتين فى جامعة ديوك، أن المعضلة التى يواجهها الطب الأمريكى تكمن فى معرفة ما إذا كان الدم المنقول قد يسبب الضرر للمرضى أم لا.

وقد تمكن فريق ستاملر من زيادة تدفق الدم إلى قلوب كلاب حرمت من الأكسيجين عبر إضافة أوكسيد النتروجين إلى الدم المخزن وتقوم الخطوة التالية على تحديد إن كان يمكن تطبيق هذه الطريقة بنجاح لدى البشر، وتبين أن أوكسيد النتروجين يمدد الأوعية الدموية الصغيرة فيتيح مرور خلايا الدم الحمراء التى تحمل الأوكيف الحاليجين، وذلك لأنه فى حال لم تتوسع الأوعية الدموية فإن الكريات الحمراء تعود إلى الأوعية ولا تتغذى الأنسجة بالأكيف الحاليجين وقد تكون النتيجة الإصابة بأزمة قلبية وحتى الوفاة.

يذكر أن دراسات حديثة سابقة بينت أن المرضى الذين ينقل إليهم الدم معرضون للإصابة بأزمات قلبية وقصور فى القلب وحتى الوفاة ولكنها المرة الأولى التى يتم فيها تحديد سبب ذلك.

مشكور على المعلومات القيمة