مدينة نابلس

عندما نتصفح كتب التاريخ ,نجدها قد حددت موقع نابلس في وسط فلسطين ,حيث تحدها من الشمال مدينة جنين ,ومن الجنوب بيت المقدس ,ومن الشرق نهر الاردن , ومن الغرب قيساريه , حيث كانت كل القرى المقامه , ةالتي اقيمت فيما بعد تابعه ادارياُ لوالي المدينه وحاكمها ونستدل من الحفريات الاثريه التي جرت في مطلع هذا القرن ان المدينه قد اقيمت - اول ما اقيمت - فوق تلة بلاطه على يد الكنعانيين , وذلك عندما هاجروا مع الموجات الساميه الاولى من الجزيره العربيه واستقروا في فلسطين وقد اطلقوا عليها اسم "شكيم" وهي لفظه كنعانيه تعني " المنكب" او"الكتف"او المكان المرتفع , حيث كانت تقع على الممر الشرقي المفتوح للنهايه الشرقيه لنابلس الحديثه , وذلك في اواسط الالف الثالث قبل الميلاد , ولم يأت اختيارهم لذلك الموقع اعتباطاً ....وأنما جاء لعدة عوامل من اهمها وفرة الماء وغزارته وخصوبة الارض واهمية الموقع الاستراتيجيه . فقد كان لموقعها المتوسط في فلسطين اهمية كبرى في شهرتها, وكانت محط رجال القوافل القادمه من الشرق الى الغرب نحو البحر ,والقادمه من الجنوب الى الشمال , حيث كانت هذه القوافل مضطره للمرور بمدينة نابلس لاحتلالها للمر الضيق الذي يصل الغور بالبحر .بين جبلي عيبال وجرزيم .ولقد عمل الكنعانيون على تحصينها لتستطيع الصمود في وجه اي غزو محتمل ولقد ساعدهم في ذلك موقعها فوق تلة بلاطه , واتساع اقليمها الذي اشتمل على نحو 90 قريه .فكانت تلك القرى تشكل حزاماُ أميناُ من حولها فضلاُ عن اهميتها الاقتصاديه والاجتماعيه وتعتبر مدينة شكيم من اقدم مدن العالم , فورد ذكرها في كتاب العهد القديم باسم " شكيم"بينما نجد كتاب العهد الجديد قد ذكر اسمها باسم"سوخار"في القت الذي اشارت اليه في رسائل تل العمارنه باسم "شاكي"وهو كما يبدو تحريف لكلمة شكيم .الا ان اليهود الذين اعتادوا سرقة الانجازات الحضاريه الكنعانيه وينسبوها لاأنفسهم اطلقوا عليها اسم "شخيم" ومن هنا يجدر بنا توخي الحذر والحيطه عند قراءه التاريخ والرجوع للمؤرخين اليهود والمستشرقين الذين انحازوا في الكثير من دراساتهم لما ذكره اليهود رغم وجود دلائل ومستندات ,اهمها واعمقها , تلك الكتشافات الاثريه التي تقطع الشك باليقين....هدم مدينة شكيم الكنعانيه , واقامة المدينه الجديده نابوليس الرومانيه لقد شهدت الفتره الممتده منذ اقامة المدينه الجديده وحتى اواسط القرن الاول الميلادي تطورات جسيمه . فقد تعرضت المدينه الى الكثير من الغزو والاحتلال , والهدم والتخريب ...الا انها في كل مره كانت تجمع الامها ,وتعيد البناء وكثيراٌ ما قام السامريون بالتمرد والثوره ضد الرومان وفي كل مره كان الرومان يقمعون ثورتهم وتمردهم ..الا ان السامريون قاموا بتمرد ضد الرومانفي نهاية حكم الامبراطور "نيرون" ,فارسل لهم جيشاُ كبيراً قام بقمع تمردهم ,وحتى لا يدرك لهم مجالاً للتمرد مره اخرى فقد امر الامبراطور فسبسيان بهدم المدينه وبنقل حجارتها لبناء مدينه جديده الى الغرب منها اطلق عليها اسم "نابوليس"وهي لفظه يونانيه تعني المدينه الجديده , وقد حرفت فيما بعد الى نابلس الحاليه . وقد كان ذلك في سنة 67م وهنا تجدر الاشاره الى ما جاء في بعض المراجع العربيه كمعجم البلدان ان حيه ضخمه كانت تقيت خارج المدينه اسموها "ليس"وقد تكاتف الناسحتى استطاعوا القضاء عليها , واصبح الناس يشيرون اليها قائلين: هذا ناب ليس , ومع الزمن غلب الاسم على المدينه حيث دمج الاسمان كتابه كظاهر اللفظ ورغم اطرافه الحكايه الا أنها لم تجد لها سنداً ,ولم نوردها هنا الا لأن البعض ما زالوا يرددونها هذا وتشير بعض المصادر التاريخيه الى ان مدينة نابلس الجديده قد اقيمت فوق قرية سامريه عرفت باسم "مامورتا" ويرى بعض المؤرخين ان هذه التسميه ما هي الا تحريف لكلمة الآراميه ماباركتا والتي تعني مدينة البركات .وقد لقيت نابلس منذ تاسيسها كل الرعايه وعنايه من قبل الرومان الذين اعتبروها احدى المدن المهمه في فلسطين ...وبقيت الامور شبه مستقره في المدينه حتى مطلع القرن الخامس الميلادي حيث تعمقت الديانه المسيحيه عند الرومان , فاشتدت ألعداوه بينهم ونين اليهود فقام السامريون بذبح المسيحيين في نابلس مما دفع الامبراطور زين بالقيام بحمله عسكريه على المدينه لقتال السامريين وطردهم عن جبل جرزيم , ثم قام ببناء كنيسة على قمةجبل جرزيم احياءً لذكرى مريم العذراء وقد احاطها بسورين. ال ان الامور لم تستتب في المدينه بين المسيحيين والسامريين الذين كان على نزاع شبه دائم معهم الى ان جاء الفتح الاسلامي للمدينه اثر معركة اجنادين ..على يد القائد الاسلامي عمرو بن العاص حيث دخلتها الجيوش ألاسلاميه دون قتال بعد ان اعطي لاهلهاألامان على انفسهم واموالهم ومنازلاتهم وان الجزيه على رقابهم والخراج على ارضهم ..وبهذا تكون نابلس قد دخلت عهداً جديداً