تقريرٌ مفصل عن إندحار الإحتلال عن قطاع غزة بعد إحتلالٍ دام 38 عاماً , وَ 21 مُغتصبة حطمتها أسطورة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة :

تقريرٌ مفصل عن إندحار الإحتلال عن قطاع غزة بعد إحتلالٍ دام 38 عاماً ,وَ21 مُغتصبة حطمتها أسطورة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة :

بدأت حكومة الإحتلال الصهيونية برئاسة الهالك أرييل شارون في الـ15 من آب (أغسطس) عام 2005 بتنفيذ خطة الاندحار عن قطاع غزة نتيجة المقاومة الشديدة التي تعرضت لها قوات الإحتلال الصهـيونيـة هناك بعد احتلالٍ دام نحو 38 عاماً؛ حيث اشتملت خطة الاندحار إخلاء 21 مُغتصبةٍ صهـيونيـة بالقطاع، إضافةً إلى إخلاء 4 مُغتصباتٍ شمال الضفة الغربية المُحتلة، على أن يتم الإجلاء قسراً للمُغتصبين الصهاينة الرافضين الرحيل من هذه المُغتصبات .

خطوة نحو تحرير فلسطين :

ويؤكد الفلسطينيون أن خطة الهروب التي نفذتها حكومة الإحتلال الصهيونية بقيادة رئيس الوزراء آنذاك الهالك أرئيل شارون هي خطوة أولى نحو طرد الاحتلال من كافة الأراضي الفلسطينية التي احتلها المُغتصبين الصهاينة منذ عام 1948م، كما يتمنىالفلسطينيون أن تتحرر أرضهم وتكون القدس الشريف عاصمة أبديةً لهم .

واعتبرت فصائل المقاومة الفلسطينية ذلك نصراً مؤزراً لها، خاصة أنه جاء بعد مئات العمليات التي نفذتها ضد المُغتصبات الصهيونية .

وكان رئيس الوزراء الصهيوني الهالك أرئيل شارون وهو يعيش حالة هستيرية أغاظه إعلان تأييد الولايات المتحدة الأمريكية خطة الهروب من قطاع غزة، مؤكداً وقتها أنهم سيحتفظون بسيطرتهم على التجمعات الاغتصابية الكبرى في الضفة المُحتلة, ورفض التفاوض بشأن مدينة القدس المحتلة أو قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجِّروا من أراضيهم عنوة وتحت تهديد السلاح الصهيوني .

قراراتٌ مرتبطة بخطة الانسحاب :

في الـ18 من كانون الأول (ديسمبر) عام 2003م, كشف رئيس الوزراء الصهيوني الهالك أرئيل شارون خطة الهروب والاندحار عن قطاع غزة، وسمَّاها خطة الفصل عن الفلسطينيين من جانب واحد بالانسحاب من قطاع غزة .

وفي شباط (فبراير) عام 2004م, فاجأ شارون قطعان المُغتصبين الصهاينة بإعلان عزمه على إخلاء المُغتصبات الصهيونية بقطاع غزة و4 تجمعات اغتصابية معزولة في الضفة المُحتلة؛ الأمر الذي أثار حفيظة المُغتصبين الصهاينة ومعارضي هذه التصرف "المجنون"، كما قالوا .

وفي الـ6 من حزيران (يونيو) عام 2004م, وافقت الحكومة الصهيونية على خطة الهروب والاندحار على عدة مراحل، لكن الأزمة السياسية تصاعدت في الكيان الصهيوني، وفقد شارون الأغلبية في "الكنيست" إثر انسحاب أحزاب يمينية في الائتلاف من الحكومة احتجاجاً على إقراره خطة الهروب والاندحار عن قطاع غزة .

وفي الـ22 من آب (أغسطس) عام 2004م، بدأت أعمال ما تُسمى بـ"لجنة الإشراف على إخلاء المستوطنات" رغم تصاعد احتجاجات المُغتصبين الصهاينة، وحينها عزز شارون فرض الانسحاب بضم "حزب العمل" المعارض إلى الحكومة، حتى تم إقرار خطة الهروب والاندحار من قبل "الكنيست" في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2004م .

وفي السادس عشر من شباط (فبراير) عام 2005م, أقر َّ ما يُسمى بالبرلمان الصهيوني قانون تعويضات المُغتصبين الصهاينة الذين سيتم إجلاؤهم .

أغلبية كبيرة لإخلاء المُغتصبات الصهيونية بقطاع غزة :

وفي الـ20 من شباط (فبراير) عام 2005م, صوَّتت حكومة الإحتلال بأغلبيةٍ كبيرة على إخلاء المُغتصبات الصهيونية في قطاع غزة، وأقرَّت تعديلاً لترسيم جدار الفصل العنصري في الضفة المُحتلة، وفي الشهر نفسه جرى اتفاقٌ مصريٌ صهيوني من أجل نشر 750 جندياً مصرياً على الحدود مع قطاع غزة .

وفي الـ28 من آذار(مارس) عام 2005م, دعم ما يُسمى بـ"البرلمان" الصهـيونـي (الكنيست) خطة الهروب والاندحار مرة أخرى بمعارضته تنظيم استفتاء عليها .

وفي الـ9 من مايو عام 2005م, قررت حكومة الإحتلال تأجيل الانسحاب المقرر في حزيران (يوليو) 2005م لمدة شهر، وفي تموز (يونيو) عام 2005م ردت ما تُسمى بـ"المحكمة العليا" الصهيونية طعوناً في الخطة قدمها مُغتصبون صهاينة .

بينما في الـ3 عشر من تموز (يوليو) عام 2005م, منعت الحكومة الصهيونية قطعان المُغتصبين الصهاينة من دخول المُغتصبات الصهيونية في محاولة لكبح جماح احتجاجات المُغتصبين المتطرفين والموالين لهم، وفي الـ20 من الشهر نفسه رفض "الكنيست" 3 اقتراحات بتأجيل الانسحاب بضعة أشهر .

وفي الـ7 من آب (أغسطس) عام 2005م قدم ما يُسمى بـ"وزير المالية" الصهيوني سابقاً بنيامين نتنياهو استقالته احتجاجاً على خطة الهروب والاندحار عن قطاع غزة، بينما كان تاريخ الشرف للمقاومة الفلسطينية هو يوم الـ11 من أيلول (سبتمبر)؛ حيث خرج آخر جندي صهيوني من قطاع غزة، وبذلك تكون المقاومة الفلسطينية قد تمكنت من كنس الاحتلال تحت وطأة القوة ونيران الصواريخ والعمليات الاستشهادية .

قطاع غزة.. محطة تاريخية :

وبالحديث عن قطاع غزة خالٍ من المُغتصبين الصهاينة, فإن القطاع يمتد على الجزء الجنوبي من الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط من الشمال إلى الجنوب بطول 45 كيلومتراً ، ومن الشرق إلى الغرب بعرض يتراوح بين 9 - 11 كيلومتراً, وبمساحة إجمالية تقدر بـ365 كيلومتراً مربعاً .

ويعيش في قطاع غزة نحو مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني؛ أكثر من نصفهم من اللاجئين، وتعد كثافة السكان في قطاع غزة من بين الأعلى في العالم؛ حيث تصل إلى نحو 2900 نسمة في الكيلومتر المربع الواحد، ويعيش معظم سكان غزة تحت خط الفقر أو ما يوازي 8 شواقل (دولاران) يومياً .

وتوجد في قطاع غزة 4 مدن كبرى؛ 2 منها من المدن القديمة؛ هما غزة ورفح، و2 أُنشئتا وتطورتا بعد الفتح الإسلامي ، وهما دير البلح وخانيونس .

بعد العام 1948, تدفَّق الفلسطينيون إلى قطاع غزة فتكونت مخيمات عدة للاجئين هي : جباليا والشاطئ، والنصيرات والبريج، والمغازي, ودير البلح، وخان يونس ورفح.

مُغتصبات قطاع غزة المُخلاة :

أما المُغتصبات الصهيونية التي كانت تشكل مصدر إزعاج للناس والمواطنين في قطاع غزة فقد أُخليت تماماً, وأصبحت في أيدي الفلسطينيين بفضل الله عز وجل ثم ببركة المقاومة الفلسطينية وبسالتها .

وهذه المُغتصبات الصهيونية التي مُحي اسمها عن الخريطة السياسية هي : "إ يلي سيناي" و"دوغيت "، و"نيسانيت" في محافظة شمال غزة، و"نتساريم" في محافظة غزة، و"كفار داروم" في المحافظة الوسطى، بينما في محافظتي رفح وخان يونس فقد كانت المُغتصبات الصهيونية على النحو التالي : "نيتسر حزاني" و"قطيف" و"غاني طال" و"نيفيه ديكاليم" و"جديد وبدولح" و"خان أور" و"بات سدى" و"سلاف" و"رافيح يام" و"وموراغ" و"وبني عتصمونا".

مواقف من خطة الهروب من قطاع غزة :

على الصعيد الصهيوني, قاد ما يُسمى بـ"وزير المالية" المُستقيل بنيامين نـتـنياهو معارضة شديدة ضد خطة الهروب والاندحار في صفوف حزب "الليكود", حيث نجح في حشد تأييد المتشددين داخله ضد الخطة، بينما رأى وقتها مؤيدو الخطة في الحزب أنها ستخلص الكيان الصهيوني الغاصب من عبء أمني، فيما يتخوف المعارضون من أن يستغلها الفلسطينيين لتحقيق إنجاز مماثل في الضفة الغربية المُحتلة .

وعلى صعيد حزب "العمل", انضم الحزب إلى حكومة موسعة مع "الليكود" على قاعدة تطبيق خطة الانسحاب، فيما رأت الأحزاب المعارضة أن خطة الانسحاب تمثل تنازلاً عما تسميه بـ"أرض (إسرائيل) الكبرى", وتضر بـ"الاستيطان" في الأراضي الفلسطينية، أما المُغتصبون الصهاينة فقد عارضت شرائح كبيرة منهم هذه الخطة واتخذوا خطوات للتصدي لمحاولات إجلائهم .

وعلى الصعيد العربي, حُظيت خطة الهروب والاندحار عن قطاع غزة بدعم الدول العربية، ومهدت مصر لنجاح الخطة برعاية اتفاق التهدئة الفلسطينية، ووافقت سلطات الاحتلال على مرابطة مصرية على طول ممر صلاح الدين بين قطاع غزة ومصر، فيما أيدت الولايات المتحدة الأمريكية خطة الانسحاب، ووافق عليها الرئيس الأمريكي المنصرف جورج بوش على أن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين لا تعني العودة إلى حدود ما قبل حرب يونيو 1967 .

مصدر التقرير : المركز الفلسطيني للإعلام